نحن طلبة كلية العلوم بتطوان، نكتب لكم هذه الرسالة وكلنا رجاء بأن تتعاطفوا معنا، فأنتم آخر من بقي لنا في هذا الوطن، فلا عميد كليتنا ولا رئيس جامعتنا أنصفونا، ولا حتى من كلفوا بالسهر على أمننا وحمايتنا وإقامة العدل في هذه البلاد، كل هؤلاء قمعونا وتعسفوا علينا، فلم يبقي لنا سوى شعب حر أبي نتمنى أن يلتفت لنا. بداية نحكي لكم قصتنا، في الفاتح من فبراير بدأنا احتجاجاتنا السلمية من داخل كليتنا، من أجل مطالب بسيطة عادلة ومشروعة، تتمثل أساسا في توفير ظروف ملائمة للدراسة في شقها المادي (توفير النقل، مطعم ومستوصف، حل مشكل الاكتظاظ...) وشق آخر بيداغوجي (إلغاء النقطة الإقصائية، إلغاء الطرد، بيان النقط عادي...) إيمانا منا بأننا نعيش في دولة الحق والقانون، كنا ننتظر إجابة وردا من عمادة الكلية أو رئاسة الجامعة، لكنهم ظلوا على سياستهم المعهودة الآذان الصماء، فكان ردنا بأننا سنقاطع الدورة الاستدراكية الأولى، وهذا ما تم بالفعل على الرغم من أن الإدارة وضفت رجال المخزن بالزي المدني لإفشال المقاطعة، بعدها استمرينا في نضالنا مقاطعين بذلك للدراسة، بجانب المقاطعة كنا ننظم وقفاj ومسيرات داخل الكلية وإلى رئاسة الجامعة، معتصمات دراسية أمسيات ثقافية وندوات... لكن في ظل كل هذا أصرت العمادة على سياسة اللامبالاة وأعلنت يوم الثلاثاء 15 مارس موعدا لامتحانات الدورة الاستدراكية الثانية، ردا على ذلك قرر الطلبة انطلاقا من اجتماعات الشعب والمستويات مقاطعة الامتحانات، فكان على الإدارة التسلح بترسانة قمعية هائلة طوقت كل أرجاء الكلية يوم الثلاثاء الأسود من أجل إرغام الطلبة على اجتياز الامتحانات، ومنع الطلبة الغير المجتازين للامتحانات دخول الكلية وتعنيفهم واعتقالهم (صبيحة يوم الثلاثاء)، ايمانا منها على أن الطلبة الذين دخلوا الكلية سيجتازون الامتحانات، فهنا كانت المفاجئة وهي مقاطعة الطلبة للامتحانات من داخل القاعات وخروجهم الجماعي منها بطريقة حضارية، لكن لا معنى للحضارة في قاموس القوى القمعية بحيث انهالت الهراوات والصفعات والسب من كل حدب وصوب على أجساد الطلبة ومن داخل الكلية بعدما قرروا الخروج من قاعات الامتحان، لكن هذا القمع توقف لما التحق آلاف الطلبة الذين منعوا من دخول الكلية في الصباح، قابله انسحاب القوى المخزنية من الكلية، لكن ما هي إلا لحظات لما تأكد الطلبة بأن المقاطعة ناجحة، حتى تفاجئ الجميع باقتحام القوى المخزنية الكلية من فوق الأصوار، وحصدها الأخضر واليابس، و"تفرشيخ" واعتقال كل من وجدت أمامها سواء كان طالبا طالبة بل وحتى الأساتذة لم يسلموا، فقد تم اقتحام عدت مكاتب ومقصف للأساتذة ومصلحة الطباعة... التي كان يختبئ فيها الطلبة والأساتذة، من أجل التعنيف والاعتقال ولا شيء غير ذلك، كل هذا أدى لإصابات بليغة واعتقال أكثر من 74 طالب، أطلق سراح الجميع في منتصف الليل، فيما أحيل سبعة على القضاء في جلسة أولى كانت يوم الخميس 17 مارس، تم تأجيل الحكم فيها لجلسة أخرى برمجت في الأسبوع الموالي، لكن الطلبة سرعان ما فوجؤو باعتقال طالب ثامن سيحال هو كذلك على القضاء، فبعد سلسلة من التأجيلات، كان الطلبة على موعد يوم الخميس 31 مارس على موعد مع آخر جلسة، استعد هذه المرة الطلبة لوقفة أمام المحكمة أصروا أن تكون أكثر حضارية من سابقاتها، فبدأنا احتجاجنا من باب الكلية في مسيرة صامتة نحو المحكمة، تبعتها لوحة تعبيرية صامتة في أمام المحكمة، لننطلق بذلك بترديد الشعارات مطالبين بسراح إخواننا لمدة قياسية عالمية تجاوزت 17 ساعة، إلى حدود صدور حكم المحاكمة الماراطونية التي تجاوزت بدورها 14 ساعة، كانت الساعة آنذاك تشير إلى 5:20 من فجر يوم الجمعة، حين نزلت الصاعقة المصحوبة بالصواعق التي تقول حكم على أربع طلبة بسنة نافذة لكل واحد منهم إضافة إلى غرامة والأربعة آخرون بستة أشهر نافذة لكل واحد مع الغرامة. كل ما يمكن أن يصف تلك الأجواء هو أنه شلل ضرب العقول وهيجان أصاب عواطف وأحاسيس الطلبة وأهالي المعتقلين، الكل أصبح تائه ومشتت الذهن في ذلك الفجر، والكل أسقط دموعه سواء كان رجلا أو امرأة. هكذا كان مصير طلبة أبرياء في دولة تدعي أنها تسير بالقانون، ما ذنب طالب سلاحه الورقة والقلم؟ نحن لسنا بقتلة ولا مجرمين ولا ناهبي أموال الشعب !! فلماذا هذا الحكم الجائر ؟؟ مغتصب الأطفال يخرج بعفو ملكي والطالب يضيع مستقبله وراء القضبان !! إين هي العدالة يا وطني ؟؟ إلى أين بنا يا وطني ؟؟ مصيرنا بأيديكم أيها الشعب الأبي، أنصفـــــــــــــــونـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا !!!! #الحرية_لمعتقلي_الثلاثاء_الأسود
https://www.facebook.com/elkhabbaz/videos/10208585816976940/