اهتزت مدينة كلميم، حوالي الساعة العاشرة ليلة أمس على وقع إطلاق الرصاص الحي وسط حي لكويرة، بعدما أقدم شخص في حالة هستيريا على إطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي من بندقية مرخصة كان يحملها، ما أدى إلى إصابة 11 شخصا بينهم عميد شرطة.
وقد أصاب الشخص شابا من مواليد 1991، بطلقات نارية قاتلة، كما خلف العديد من الإصابات المتفاوتة الخطورة لدى 13 شخصا آخرين تطلبت نقلهم الى المستشفى العسكري الخامس، لتلقي العلاجات الضرورية، ومع ذلك استمر الجاني في إطلاق أعيرته النارية في كل الاتجاهات، واستمرت السلطات الأمنية في إرسال تعزيزاتها إلى مكان الحادث.
هذا و تمكنت عناصر المنطقة الإقليمية للأمن بكلميم، مدعومة بعناصر الفرقة الجهوية للتدخل، مساء الإثنين، من السيطرة على شخص من مواليد 1971، استعمل سلاحا ناريا عبارة عن بندقية صيد لإطلاق أعيرة نارية في حق مجموعة من الضحايا بالقرب من مسكنه بحي "تكنة".
وفي سياق متصل كشف المدير الجهوي للصحة بجهة كلميم وادنون، أن الحالة الصحية لـ 11 شخصا الذين أصيبوا، ليلة أمس الاثنين في حادث إطلاق نار بكلميم، مستقرة.
وقال عبد الله الصافي، المدير الجهوي للصحة بجهة كلميم وادنون في تصريح للصحافة إن الحالة الصحية للمصابين 11 (بينهم سيدة)، الذين استقبلهم المستشفى الجهوي لكلميم، أمس ، عقب حادث إطلاق رصاص، لا تدعو للقلق مشددا على أنها استقرت صباح يومه الثلاثاء.
وأوضح المسؤول ذاته، أنه من بين 11 مصابا، 3 أشخاصا لا يعانون أي إصابات، بل تظهر عليهم فقط علامات الهلع والصدمة.
وأضاف المدير الجهوي للصحة لجهة كلميم وادنون، أن المستشفى العسكري بالمدينة استقبل أيضا مصابين آخرين، يرجّح أن بينهم حالة وفاة.
هذا وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن المعطيات الأولية تشير إلى قيام المشتبه فيه المقيم سابقا بالخارج، والذي يحتمل أنه يعاني من اضطرابات عقلية، بإطلاق النار بشكل عشوائي وبدون سبب ظاهر من بندقية صيد في ملكيته، الأمر الذي تسبب في وفاة ضحية من مواليد 1991 بعين المكان، وإصابة أحد عشر آخرين من بينهم موظفا شرطة بإصابات طفيفة، يخضعون حاليا للعلاجات الضرورية بالمستشفى العسكري بالمدينة الذي نقل إليه جميع الضحايا.
وأضاف البلاغ أن تدخل عناصر الشرطة، مدعومة بعناصر الفرقة الجهوية للتدخل، تمكن من عزل مكان الاعتداء في مرحلة أولية، قبل أن تضطر عناصر الشرطة لاستعمال أسلحتها الوظيفية وإطلاق النار على المشتبه فيه الذي تعرض لإصابات على مستوى الساقين، مما مكن من السيطرة عليه وحجز السلاح الناري المستعمل في الاعتداء.
فيما كشف مصادر مطلعة أن منفذ العملية ، اعزب هو الابن الوحيد بين أربعة شقيقات، من مواليد 1971بأصبويا، هاجر رفقة والديه إلى الديار الهولندية وهو في سن 15سنة، ومارس هناك العديد من الأنشطة التجارية والأعمال الحرة، مما مكنه من الحصول على مستوى معيشي جيد، وكانت حياته عادية.
كما أنه معروف في أوساط عائلته وجيرانه، بأخلاقه الحميدة، قبل أن تنقلب حياته رأسا على عقب، قبل حوالي أربعة أشهر تقريبا، حيث قام، مباشرة بعد قدومه من هولندا، وهو في حالة غير طبيعية بمحاولة اقتحام القصر الملكي بأكادير، من أجل الحصول على رخصة للنقل، وأصيب على إثر ذلك بجروح، وسلمه الحرس الملكي ببوابة القصر، للأمن الولائي باكادير.
هذا الأخير قام بعد إخضاعه للبحث والتحري، بإحالته على مستشفى الأمراض العقلية، ومكث هناك لمدة أسبوع، قبل أن تتمكن عائلته من الوصول إليه وإخراجه من المصحة العلاجية ، بعدما تعهد للأطر الطبية بمواصلة علاجه الطبي لإصابته بمرض نفسي حاد.
وبعدما اعتقد الجميع أنه قد عاد لحالته الطبيعية، تفاجأ الكل بعد قدومه من مدينة أكادير بدخوله في حالة عصبية حادة، مساء يوم الاثنين وبالضبط تزامنا مع صلاة العشاء وارتكابه لهذه المجزرة التي لازالت أسبابها إلى حدود مجهولة، حيث انطلقت الأبحاث والتحقيقات المعمقة بشأنها من منزل الجاني الذي أخضعته الشرطة العلمية والتقنية، ليلة الحادث، لتفتيش دقيق لمحتوياته، كما تم الاستماع إلى أفراد أسرته وجيرانه، في أفق استرجاعه لعافيته، وبدء التحقيق التفصيلي معه.
وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه رهن المراقبة الطبية بالمستشفى، في انتظار إخضاعه لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذه الجريمة .