
قَطَفْتُ لِنَظْمِ الشِّعْرِ وَرْدًا يُعَطِّرُ وَ صُغْتُ لِعِقْدِ الْمَدْحِ دُرًّا يُحَيِّرُ
سَعِدْنَا بِعِيدٍ عَادَ يَبْعَثُ بَهْجَةً أَتَانَا وَ لِلْأَشْوَاقِ شَوْقٌ يُسَهِّرُ
فَيَا فَرْحَةً جَاءَتْ تُجَمِّلُ رَبْعَنَا لِنَحْيَا رَبِيعًا بِالْأَزَاهِرِ يَعْطِرُ
لِعَرْشِكَ أَهْدَابٌ كَدَوْحٍ يُظَلِّلُ وَ يَدْفَعُ شَمْسًا بِالدَّوَاهِي تُسَعَّرُ
فَتُغْشَى بِأَلْطَافِ الْأَمَانِ بِلَادُنَا وَ يَحْظَى بِخُسْرٍ مَنْ يُعَادِي وَ يُدْحَرُ
تَصَدَّرْتَ أَسْلاَفاً كِرَامًا تَمَجَّدُوا فَصِرْتُمْ بُدُورًا فِي السَّمَاءِ تُنَوِّرُ
وَ أَوْرَثْتَ شِبْلاً عِزَّ نَفْسٍ وَ هَيْبَةً فَسَارَ وَلِيُّ الْعَهْدِ بِالنُّبْلِ يَزْخَرُ
أَتَتْ وَ اسْتَنَاخَتْ فِي حِمَاكَ مَكَارِمٌ فَأَنْتَ لَهَا أَهْلٌ وَ مِنْكَ تُصَدَّرُ
تَبَاهَتْ بِكَ الصَّحْرَاءُ فَرْحَى وَ أَقْسَمَتْ بِأَنَّكَ نَبْعٌ لِلْقِفَارِ يُخَضِّرُ
عَبَرْتَ بِنَا بَحْرَ الْوَبَاءِ بِحِكْمَةٍ وَ حِنْكَةِ رُبَّانٍ لِمَوْجِهِ يَقْهَرُ
فَلَاحَ لَنَا شَطُّ الْأَمَانِ مُرَحِّبًا فَتَهْمِسُ أَقْوَامٌ ثَنَاءً وَ تَجْهَرُ
فَلَمْ تُنْجِبِ الْأَوْطَانُ مِثْلَكَ قَائِدًا وَ لَمْ تَكُ رَوْضَاتٌ بِمِثْلِكَ تُزْهِرُ
فَقَدْرُكَ بَدْرٌ فِي الْأَعَالِي مُقَامُهُ وَ مَجْدُكَ طَوْدٌ بِالنّفَائِسِ مُغْمَرُ
وَ يَسْأَلُنِي طَيْرُ الرَّوَابِي مُغَرِّدًا لِمَ الْحُبُّ مِنْكُمْ بِالصَّفَاوَةِ يَقْطُرُ ؟
أُجِيبُ وَ هَلْ فِي النَّاسِ مِثْلُ مُحَمَّدٍ صَفَاءًا وَ غَيْمًا بِالْفَضَائِلِ يُمْطِرُ
سَكِرْنَا وَ لَمْ نَأْثَمْ بِرَاحِ وِدَادِهِ ثَمِلْنَا بِلَا سُكْرٍ فَحُبُّهُ يُسْكِرُ
هُوَ السِّلْمُ إِنْ شِئْتَ السَّلَامَ وَ نَبْعَهُ وَ مَنْ شَاءَ حَرْبًا فَالْمُفَدَّى غَدَنْفَرُ
حَلِيمٌ فَإِنْ يَغْضَبْ يُسَامِحْ وَ مَنْ يَجُرْ فَعَدْلُهُ بَعْدَ الْحِلْمِ سَيْفُهُ يَبْتُرُ
يَدَاهُ نَدًى لْلعَالَمِينَ وَ بَلْسَمٌ سَلُوا عَنْهُ سَمْرَاءَ الْأَرَاضِيِ تُخْبِرُ
عَلَوْتَ وَ جَاوَرْتَ النُّجُومَ فَنَوَّرَتْ سَمَوْتَ وَ لَمْ تَفْخَرْ بِكَ الْمَجْدُ يَفْخَرُ
سَلِمْتَ لِشَعْبٍ بِالدُّعَاءِ تَضَرَّعَ لِيَحْمِيكَ رَبُّ الْكَوْنِ دَوْمًا وَ يَنْصُر
محمد أديب
الدار البيضاء، يوليوز 2020