فضيحة من العيار الثقيل تفجرت في مدينة فاس، بطلها جزار اللي اعتاد على بيع أكلة الخليع للمواطنين على أساس أنها مكونة من لحوم البقر و الغنم، ليتضح أنها منتجة من لحوم البغال  الحمير.

وتمكنت عناصر الأمن من توقيف الجزار متلبسا بجريمته، حيث تمت إحالته في حالة اعتقال، أمس الجمعة 19 فبراير 2021، على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، اللي أمر بإيداعه السجن ومتابعته، بتهم ممارسة الذبيحة السرية، والغش، وترويج وعرض مواد حيوانية لم تدخل إلى مراكز الذبح الخاضعة لقواعد سلامة الجودة.

كما أن الشرطة القضائية، أثناء مداهمة محل المتهم، الذي يضم سابقة في الذبيحة السرية، حجزت به بغلا، كان ينوي ذبحه واستعمال لحمه في إعداد الخليع، إضافة إلى عظام يرجح أنها لحمير وبغال سبق أن استعملها في تحضير هذه الوجبة التقليدية الشهيرة بالعاصمة العلمية، والفرقة الأمنية حجزت أيضا كميات من مادة “الخليع” معدة للبيع والترويج، حيث أنها أرسلت عينات منها إلى مختبر تابع للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بغاية إخضاعها للخبرة.

وحسب مصادر محلية، فالجزار له شهرة واسعة بفاس، رغم سوابقه في الذبيحة السرية، إذ يتعامل مع العديد من المقاهي ومحلات الوجبات السريعة، بعد ما نجح في كسب ثقة العديد من أصحابها، ما يسر له تزويدهم يوميا بكميات مهمة من الخليع لتقديمها لزبنائهم، دون علمهم بمصدرها، مستغلا الإقبال الكبير على هذه الوجبة الفاسية، والتي تحظى بشهرة واسعة ويرتفع الطلب الكبير عليها من قبل سكان المدينة والنواحي والسياح المغاربة والأجانب، لترويج سموم باستعمال لحوم الحمير والبغال لتحقيق أرباح مالية مهمة.

إلا أن أمر الجزار تفضح بعد  ما توصلت مصالح الأمن بمعلومات حول نشاطات مشبوهة لوجود حمير وبغال في محله التجاري، ما رجح أنه كيستغل الدواب في إنتاج أكلة الخليع، ليتم إخضاعه للمراقبة، قبل ما يتأكدو المسؤولون الأمنيون من صحة المعلومات من خلال حيازته بغلا، لتتم مداهمة المحل وإيقافه متلبسا بجريمته.