جانب من احتفالات الجماهير المغربية بعد التأهل التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم
جانب من احتفالات الجماهير المغربية بعد التأهل التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم
دخل الاتحاد الإسباني لكرة القدم في محادثات مع المغرب من أجل انضمام الرباط إلى الملف الإسباني والبرتغالي المشترك لتنظيم مونديال عام 2030، حسبما نقلته صحيفة "آس" الإسبانية.
وكشفت الصحيفة الإسبانية، الجمعة، أن الاتحادين الإسباني والبرتغالي لكرة القدم، يناقشان إمكانية ضم المغرب إلى الملف المشترك، لتعويض أوكرانيا في حال تعذر عليها المشاركة في ملف تنظيم نهائيات كأس العام لسنة 2030، بسبب شبهات فساد تلاحق الاتحادية الأوكرانية لكرة القدم.
من جانبها، قالت صحيفة "ذي أتلتيك" الأميركية، أن من المقرر أن يحل المغرب محل أوكرانيا وينضم إلى إسبانيا والبرتغال في ملفهما لاستضافة كأس العالم 2030.
وحظي ملف إسبانيا والبرتغال وأوكرانيا الذي تم الإعلان عنه شهر أكتوبر الماضي، بدعم من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
ووافق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هذه الخطوة، وقال الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، آنذاك إن العرض "يهدف إلى المساهمة من خلال قوة كرة القدم في إنعاش بلد يمر بعملية إعادة إعمار".
غير أن احتمالية تعافي أوكرانيا لاستضافة مباريات كأس العالم في غضون سبع سنوات "تتضاءل بشكل متزايد"، بحسب ذا أتلتيك التي أشارت إلى استمرار الحرب التي دمرت أجزاء واسعة من البلاد.
وفي نفس السياق، أوضح صحيفة آس"، أن إشراك الملف الأوكراني لاحتضان هذا العرس الكروى، يبدو مستبعدا بسبب قضية الفساد المزعومة التي تورط فيها رئيس الاتحاد الأوكراني أندري بافيلكو، وأوضحت في هذا السياق، أن"الاتحاد الإسباني لكرة القدم حريص على إبعاد نفسه عن الفضيحة وقرر ترك أوكرانيا على الهامش حتى يتم حل القضية ويتضح كل شيء".
"فكرة مغرية"
الخبير في السياسات الرياضية، منصف اليازغي، يقول إن فكرة الملف المشترك مع البرتغال وإسبانيا تبدو "مغرية"، حيث إنه لأول مرة سيتم تنظيم مونديال بين القارتين الإفريقية والأوروبية، بين دول قريبة جغرافية ولديها مشترك ثقافي رغم تنوع خصوصيات كل بلد.
ويبرز اليازغي في تصريح لموقع "الحرة"، أن المغرب قد يوافق على فكرة التنظيم المشترك، حيث لن يكون باستطاعته التقدم بترشيحه لوحده، خاصة في ظل المتغيرات الجديدة المرتبطة برفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 ابتداء من دورة 2026، وهو ما سيعقد من حظوظه إذا تقدم بملف فردي.
وأعلن المغرب أنه سيتقدم لاستضافة كأس العالم 2030 في يوليو 2018 ، بعد خمس محاولات سابقة لاستضافة البطولة، أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026.
في هذا السياق، يبرز الصحفي الرياضي المغربي، أنس صوت الريح، أن المغرب أظهر خلال ترشحه الأخير لمونديال 2026، أنه استفاد من التجارب السابقة وقدم ملفا أكثر تناسقا وقوة، إلا أنه فشل في الفوز بالمعركة بعدما كان منفردا أمام ملف ثلاثي تقوده الولايات المتحدة إلى جانب كل من كندا والمكسيك.
ويوضح صوت الريح في تصريح لموقع "الحرة"، أن نظام البطولة الجديد ومشاركة 48 منتخبا في النهائيات، يشجع الفيفا على اختيار الملفات المشتركة، لذا فانضمام المغرب لثنائي إسبانيا والبرتغال سيمنحه "حظوظا أكبر".
في نفس السياق، يقول اليازغي إنه مع ارتفاع عدد المنتخبات من الصعب جدا أن يتقدم بلد وحيد لاحتضان البطولة، خاصة بعد المتغيرات الجديدة في شروط التنظيم وارتفاع سقف ومستوى التنظيم في مونديالي روسيا وبعدها قطر.
ويوضح المتحدث، أن البعض سبق أن طرح ترشيحا مغاربيا مشتركا مع تونس والجزائر، لكن الخلافات السياسية وغياب الرغبة لدى بعض الأطراف يجعل الفكرة مستبعدة، ما قد يدفع المغرب للتفكير في التنظيم مع جيرانه الشماليين.
الملفات المنافسة
ويرتقب أن ينافس الملف الثلاثي ملفين آخرين مشتركين، يضم الأول السعودية ومصر واليونان، فيما يجمع الثاني دول هي الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي وشيلي.
وبخصوص قدرة الملف الإفريقي الأوروبي على منافسة ملف السعودية ومصر واليونان، التي أبدت رغبتها في التقدم بملف مشترك، يشير المتحدث إلى أن هذا الملف الثلاثي، يثير "نقاشا قانونيا"، حيث تمنع قوانين الفيفا تنظيم نفس القارة للمونديال إلا بعد مرور دورتين عن تنظيمها لآخر دورة، بمعنى بعد أن نظمت قطر مونديال 2022، على السعودية الترشح في 2034.
وعن الملف الآخر المتنافس والذي يجمع الأرجنتيني والبارغواي والأوروغواي والشيلي، يرى الخبير الرياضي أن منحها شرف التنظيم يبدو "صعبا" حيث إن هناك تحديات كبيرة تواجه البلدان ومن بينها بعد المسافة، كما أن القارة الأميركية أيضا نظمت مونديال 2026.
وعن مكامن قوة الملف المشترك بين البلدين الإيبيريين والمغرب، يلفت أنس صوت الريح إلى الموقع الجغرافي للدول الثلاثة، والذي من شأنه أن "يحفز المشجعين من كل بقاع العالم على الحضور لمتابعة المباريات، وهذا معطى جد مهم بالنظر للأولوية التي تمنحها الفيفا للجانب التجاري".
وينضاف إلى مسألة القرب الجغرافي الجو المعتدل خلال فصل الصيف بهذه الدول مقارنة بدول في ملفات منافسة، موضحا "أن لهذه النقطة أهمية حيث أن الفيفا لن تكون مجبرة في حالة اختياره على تأخير موعد المنافسات إلى غاية نهاية السنة كما تابعنا مع مونديال قطر، وهو ما يمكن تكراره في حالة فوز بلدان من الشرق الأوسط بالتنظيم".
وشدد أنس صوت الريح على أن أهمية معطى الطقس، خاصة وأن الأندية الكبرى احتجت بشدة على تنظيم بطولة من حجم كأس العالم في وسط الموسم، حيث يؤثر ذلك على نسقها وجاهزية لاعبيها".
حظوظ الفوز بالترشيح
وينتظر الإعلان عن الملف الفائز بتنظيم مونديال 2030 العام القادم، في مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم الرابع والسبعين.
وعن حظوظ مشروع الملف في الفوز بأصوات الترشيح في الاتحاد الدولي، يبرز الخبير المغربي أن المغرب سيستفيد من تجربة فشله في تنظيم مونديال 2026، والتي أوضحت أن على الرباط ألا تعتمد بشكل كبير على أصوات الدول الإفريقية أو الإسلامية، والتي لم تصوت على الملف الذي تقدم به.
بالإضافة إلى ذلك، يلفت المتحدث إلى ما يعتبره الحضور القوي للمغرب في الاتحاد الدولي للفيفا وشراكاته المتعددة والمتنوعة مع الاتحادات القارية لكرة القدم، بالإضافة إلى الإشعاع الذي حققته مشاركة المنتخب المغربي الناجحة في المونديال الأخير، كما سيستفيد الملف من أصوات الدول الأوروبية إذا لم تتنافس أي دولة أوروبية لاحتضان الدورة.
في هذا الإطار، يبرز أنس صوت الريح، أن مشاركة المغرب مع إسبانيا والبرتغال يعني ضمان أصوات الاتحادات المنضوية تحت لواء "اليويفا" وهذا امتياز كبير على اعتبار عدد الأصوات التي يتوفر عليها الاتحاد الأوروبي.