
بدل أن نشق المحج الملكي لإحداث ثورة عمرانية بوسط الدارالبيضاء، خسرنا أزيد من 150 مليار سنتيم في بناء أكبر مسرح بالدارالبيضاء مازال "مسدود منذ عهد سيدنا نوح"، والذي لا تعرض فيه اليوم سوى مسرحيات "البوم وطايرة بقر"، ولا يحتضن سوى مهرجانات موسيقى "الشيح والريح".
بدل أن ننجز ميترو يربط تامسنا بالرباط عبر تمارة لتخفيف عذابات المواطنين في التنقل، بذرنا أكثر من 120 مليار سنتيم في مسرح فرعوني بضفة أبي رقراق لا تعرض فيه اليوم سوى مسرحيات اللامسؤولية واللاعقاب ومازال مغلقا مثل توأمه بكازا.
بدل أن نشيد مطارا دوليا بمواصفات عالمية بضاحية مدينة بنسليمان، ليكون متنفسا لمطار محمد الخامس الدولي، أهدرنا 153 مليار سنتيم في بناء مطار لا تحط فيه اليوم اي طائرة، اللهم "بزق الحمام وبلارج" الذي ملأ مدرج المطار بالتعفن.
وها نحن اليوم، بدل أن نستغل فرصة مونديال 2030 لتصحيح الاختلالات المجالية وترميم الأعطاب الحضرية بالدارالبيضاء الكبرى، ستقوم الحكومة بإهدار 600 مليار سنتيم على بناء ملعب دولي مبالغ فيه بشكل كبير Surdimensionné في فيافي جماعة المنصورية بين بنسليمان والبيضاء، حيث "لا طير يطير ولا وحش يسير"، وسيحتضن مقابلة أو مقابلتين أو حتى ثلاثة تم يتعرض لمشكل الصيانة والتتبع، ومن بعد سيشهد التآكل والانهيار مثل حدث لنا مع "سطاد فيليب" الذي أهدرنا فيه 12 مليار سنتيم دون أن يحتضن ولو مقابلة واحدة.
اللهم الطف بالمغرب، وارزقنا نخبا لتدبير الشأن العام: تخاف الله أولا ، ثم تخاف من وخز الضمير ثانيا، ثم تخاف من القانون ثالثا.