بعدما أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أنه تم بتاريخ الخميس 12 شتنبر الجاري تسجيل حالة إصابة مؤكدة بمردض جدري القردة (إم-بوكس) في المغرب وبالضبط بمدينة مراكش، أكد الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن المنظومة الصحية في المغرب قادرة على اكتشاف حالات جدري القردة وإجراء التحاليل وتأكيدها، مردفا: أن “هذا يعني أن نظام الرصد والرقابة الصحية فعال”.
وأوضح حمضي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن إرشادات منظمة الصحة العالمية في تدبير الأوبئة تُبين أن الهدف من بروتوكول اليقظة بالمغرب وغيره من الدول بالنسبة لجدري القردة “ليس منع الفيروس من الدخول، لأنه لا يمكن منعها”.
وأضاف أن هناك ثلاثة أهداف لنظام اليقظة والمراقبة والبروتوكول الخاص بمرض جدري القردة، أولها: الاكتشاف المبكر للحالات الوافدة، إذ كلما اكتشفنا الحالات الوافدة مبكرا نكون نجحنا في محاصرة المرض، والعكس صحيح، فإذا لم نستطع اكتشافها فستكون حالات وافدة كثيرة وسيتنشر المرض بشكل كبير.
وتابع أن الهدف الثاني هو التقليل من حالات الانتقال المحلي للمواطنين، مبينا أن الهدف الثالث لنظام اليقظة والمراقبة والبروتوكول الخاص بمرض جدري القردة، هو العمل على تحمل المرضى وعزلهم وعلاجهم، مشددا على فعالية نظام المراقبة واليقظة وقدرة النظام الصحي بالمغرب على التعامل مع هذا الفيروس.
ويرى جمضي، أن هناك سؤالين مطروحين لم يُجب عنهما إعلان وزارة الصحة، الأول هو أنه لم يتم توضيح هل يتعلق الأمر بحالة وافدة أم بحالة محلية؟ أما السؤال الثاني: فلم يتم الكشف هل الأمر يتعلق بالسلالة الأولى النمط الجيني الأول التي تنتشر في وسط إفريقيا وشرقها أو النمط الجيني الثاني من الفيروس التي كانت منتشرة سنة 2022 حيث إن هناك فرق بينهما.
وأردف أنه مازال الأمر يتطلب معطيات بخصوص هذين السؤالين حتى يتم التعامل معهم بالشكل المطلوب نظرا لأن التعامل الوبائي يختلف بين الحالة الوافدة التي تأتي من خارج البلاد والحالة المحلية التي أخذت الفيروس من عند حالة وافدة، أو حالة محلية ولا نعرف مع من التقت من الحالات الوافدة.
وبخصوص المطلوب لمواجهة مرض جدري القردة بعد تسجيل أول حالة مؤكدة بالمغرب، أبرز حمضي، أهمية يقظة المواطنين ومهنيي الصحية والاستمرار في اليقظة الصحية بصفة عامة فيما يتعلق بالنظافة، إضافة إلى أن الناس الذين لديهم أعراض تشابه أعراض مرض جدري القردة، عليهم الإسراع بالقيام بالتشخيص.