يبدو أن الرقمنة حلم مستحيل التحقق بالمغرب ، فبعدما اشتكت الكثير من الجمعيات البيضاوية من مشكل تأكيد الهوية عبر منصة الدعم التي خصصتها الجماعة الحضرية للدار البيضاء ، هاهو نفس المشكل يطرح من جديد في قلب وزارة بنموسى .
لقد ضاعت فرص اجتياز مباراة التعليم على بعض المقبلين على هذه المباراة الهامة التي ينتظرها أغلب المعطلين الباحثين عن فرص شغل ، بسبب عطل في تطبيق "هويتي الرقمية NFC " .
وقد حاول بعض المترشحين الاستنجاد بمقاهي الأنترنت أو ما يدعى بالسيبير لكن دون جدوى حيث يواجهون نفس المشكل ، وحاول البعض نهج سبل أخرى للتسجيل في منصة الترشيح لكن كل السبل مغلقة .
هناك اعطاب اخرى تتخلل المنصة برمتها وقد اشتكى الكثير من المترشحين الذين لم يتمكنوا من التسجيل بسبب هذه المشاكل التقنية التي لا يدرون هل هي متعمدة لحرمان الكثيرين ام هي أعطاب. لكن كيفما كان السبب فلا يجب أن يمر مرور الكرام .
فالوزارة الوصية غير مهتمة بالمرة ولم تحاول مجرد محاولة لحل هذا العطب التقني الذي يتحكم في مصير الملايين من المعطلين في كل ربوع المملكة ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الإهمال والتهاون من وزارة يفترض انها ام الوزارات لأنها المسؤولة عن تعليم الأجيال الحالية والقادمة .
إنها فضيحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولا يجب السكوت عليها ، خاصة وانها تهم الملايين من المواطنين المغاربة الذين ينتظرون مثل هذه المباريات على أحر من الجمر ، وحين تتاح لهم الفرصة لا يستطيعون إليها سبيلا .
الأدهى والأمر كون مسؤولي الوزارة يتحدثون صباح مساء عن جودة التعليم ولا يأبهون لمشكل مثل هذا يسيء لمؤسستهم ويضرب تعليمنا في مقتل ، لذلك لابد من محاسبة كل من تبث تهاونه أو ضلوعه في هذا المشكل الذي حرم الكثيرين من حقهم في اجتياز مباراة هامة ومن تم في حقهم في الشغل الذي هو أحد أهم الحقوق التي يكفلها الدستور .