اختارت بعض مكونات المجتمع المدني المغربي التجاوب مع محاولة حوالي 3 آلاف مغربي اقتحام مدينة سبتة المحتلة من مدينة الفنيدق، في منتصف شتنبر الجاري، بمشاركة عدد من القاصرين الذين التقطتهم الكاميرات محاولين بدورهم الانخراط في محاولة الهروب شعار “مَنْهْرْبُوشْ”.
وأثارت مجموعة من الصور والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل كثيرة بين النشطاء، إذ اختاروا التعليق على هذه الحملة التي خرجت من الشبكات الاجتماعية، مُتجسدة في ما بعد على شاكلة لافتات إشهارية بجنبات بعض شوارع مدينة فاس، تحمل مضامين تؤكد ضرورة إدراك أن “الوطن فوق كل شيء”، وأن “البطالة والفساد ليسا سببا ومبررا من أجل الهروب”، حسب تصور الواقفين وراءها.
وتقف جمعية “مبادرات لتكريس ركائز الدولة الاجتماعية” وراء هذه الحملة، وتقول رئيستها فدوى دادون إن الهيئة المدنية “ارتأت تنظيم هذه الحملة كردّ فعلٍ على ما جرى بالفنيدق مؤخرا”، مردفة: “أردنا أن نقف إلى جانب أبنائنا بهذا الخصوص”.
وكشفت دادون لمصدر صحفي أن “الجمعية تشتغل على هذا الموضوع عبر أيام تحسيسية تتضمن حملة رقمية ومجموعة من المنشورات التي تمت مشاركتها على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حتى نتمكن من تحقيق الفعالية والوصول إلى المعنيين بالرسالة بالأساس”، موردة أنه “تم كذلك الانخراط في إطلاق هاشتاغ ‘منهربوش’”.
ولقيت الحملة انتقادات ضمنية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي من طرف عدد من النشطاء الذين لفتوا إلى أن “حملة مثل هذه لا يمكنها أن تغير وضعا يعرف تعقيدات اقتصادية واجتماعية وحكاماتية كذلك، بفعل استمرار وجود مظاهر الفساد”، طارحين بذلك تساؤلات عن “كيفية إقناع شباب اليوم بمثل هذه المبادرات”، حسبهم.
تجدر الإشارة إلى أن أحداث الفنيدق مازالت تخيم على النقاش السياسي والعمومي، إذ مازالت الأغلبية والمعارضة تتبادلان التدافع السياسي بخصوصها، بين من يرى أن ما حدث يعود إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية، والحكومة التي تتمسك بكون “جهات خارجية غير معروفة” وقفت وراء العملية.