
حكم الشباب _ من _ السنغال الى دول الخليج!!
الثناء على حكم الشباب والتغييرات الإيجابية التي حدثت في بلدان معينة لايعني إنكار بعض الإصلاحات التي قام بها قادة في مراحل متقدمة من العمر ،وإن كانت هذه الإصلاحات وقعت ببطء وعسر ولأسباب معروفة.
إن تطور المجتمعات الحديثة غاية كل حكومة ولكن تختلف الأساليب والآليات والرؤى من حيث الخطط والمراسيم .
ولتسليط الضوء على حكم الشباب أسوة بالعنوان الملفت للمأمورية الثانية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني،** مأمورية الشباب والطموحات ** حري بنا أن نلقي نظرة ولو قصيرة عن تجارب حاضرة وماضية من حكم قيادات في عنفوان سن الشباب في كل من الخليج والمغرب العربي والسنغال وحتى الصومال .
الشباب هو القوة الفعالة في أي مجتمع، وهو الذي ترسم عليه جميع برامج التنمية.
يرى كثير من المثقفين أن النهوض بأي بلد يحتاج إلى كثير من الريع وهذا قد يكون عاملا في النمو وتحقيق الرفاه إذا ما أستحسن استغلال ذلك الريع ،أما إذا كان بلد ما غني بالموارد الطبيعية، بينما ينخره الفساد، فإن النتيجة المرجوة لن تتحقق حتى وإن كانت عائدات الثروات مثل زبد البحر .
إن الشباب الذين حملوا المشعل في دول الخليج من الإمارات العربية المتحدة الى قطر والسعودية قد أثبتوا للعالم الغربي وبقية البلدان العربية معنى التطور و*الحدثنة* في وقت وجيز إذ بلغ التقدم ذروته في البنية التحتية والصناعة والإستثمار في العقل البشري وتحولت هذه الدول الى أسواق عالمية وفي مجال العلاقات الدولية كان لحجم المكانة الدولية والحضور في سوق المال والأعمال وعوالم الترفيه وفضاءات الإعلام وضع دولة قطر والإمارات العربية المتحدة في قمة الدول ذات التأثير في الساحة الدولية سواء تعلق الأمر بمنطقة الشرق الأوسط أو القارة الآسيوية أو في إفريقيا وبالتالي فإن مقاربة هذه الدول شملت أيضا الإستثمار في التكنولوجيا وعلوم الفضاء وبعد بلوغ الإستثمار في الحجر مداه الى درجة تحول المدن الى تحف من الأبراج لن ينسى القادة الشباب في هذه الدول رسم برامج مستقبلية مدرة للدخل بديلة عن ركائز اقتصادات هذه الدول حيث ازدهر قطاع السياحة وسنت قوانين جذابة للمستثمرين الأجانب من أجل تحريك الأسواق في هذه البلدان والتي نالت درجة العالمية.
المغرب هي الأخرى شهدت طفرة غير مسبوقة في جميع المجالات لا الحصر :
في السياحة والزراعة والمواصلات والصناعات بما في ذلك صناعات الطيران الحربي وذلك في ظل حكم العاهل المغربي الشاب محمد السادس وهو ما خول المملكة المغربية الى تنظيم كأس العالم مناصفة مع دول أوروبية وهذا ليس بالأمر الهين.
تحلق بنا طائرة حكم الشباب الى جمهورية السنغال التي عوض قادتها نقص الثروات الى الإستثمار في العقول فقد تولت دولة السنغال
تسديد ديون القطاع الزراعي جراء الفيضانات التي أفسدت المحاصيل الزراعية للفلاحين كما تم تخفيض أسعار المواد الإستهلاكية على العموم وقيم بإصلاحات إدارية وأعلن عن حرب شاملة على الفساد رغم قصر الفترة الزمنية التي تولى فيها الرئيس بصيروجومافاي والوزير الأول عثمان سونغو قيادة دولة السنغال ذات الملامح الغربية في التجربة المدنيةوبناءً على المعطيات الحاضرة ،والبنى التحتية التي خلفها الرؤساء السابقين للسنغال فإن عائدات الغاز المكتشف أخيرا وكذلك النفط سيجعل من السنغال قطباً اقتصاديا في غرب القارة الإفريقية وستتحول داكار الى دبي إفريقيا وتيس الى دوحة أخرى و كولخ الى جدة .
إن العقود الثلاثة الأخيرة علمتنا معنى العطاء، ومعنى المقاربات،ومعاني القرب من المواطن في هكذا بلدان ،فالشباب والترفيه صنوان لعملة واحدة ،ففي عالم الرياضات، والوحدات السكنية المطرزة أيما تطريز والفندقة والفنون والزراعة والصناعات وتطوير الذات ، قفزت هذه البلدان مائة درجة وتحرر شبابها من قيود مازالت تقف حاجزة أمام شعب مكبل بأغلال شتى تارة يخوض في ملهاة النسب وتارة في ثنائيات تمفصلية عفا عليها الزمن وتارة يخوض في تبجيل زيد وتعظيم عمرو وتارات أخريات يخوض في نطق الضاد والطاء والهوية في وقت ساعدته الطبيعة الجغرافية والسلم الأهلي ووحدة الدين والمذهب والموقع الإستراتيجي ،أن يكون هو *أغنى وأرقى * بلد ،ولكن ترسبات عديدة حالت دون ذلك .