
بقلم / محمد إبراهيم ربيع، كاتب ومحلل سياسي
كنا قد شرعنا على مدار السنوات الثلاث الماضية في تبني سلسلة مقالات بعنوان "سلسلة معركة الوعي الحقيقي". ومن خلالها، سلطنا الضوء على الصهيونية العالمية وما يعتقدون، وارتباط اليمين المتطرف اليهودي باليمين المتطرف البروتستانتي. وقد حذرنا مرارًا وتكرارًا من أننا قادمون على حرب عقدية أو حرب وجود بسبب معتقدات محرفة.
وكان لابد من دمج الأمور السياسية بنصوص المعتقد الديني عند الصهيونية العالمية حتى نفهم المخطط من باب صحيح. وحتى يعلم الجميع أن ما قبل طوفان الأقصى كان يتم التحضير لحرب شاملة بمنطقة الشرق الأوسط، ولكن كان لابد من وجود ذريعة يقومون بسببها على الانطلاق منها.
ولكن لم يكن طوفان الأقصى أبدًا سببًا لما نعيشه الآن، بل كان هناك تخطيط كبير لهذه الحرب، وهذا الأمر ظهر جليًا بعد استجلاب البقرات الحمراء من ولاية تكساس بعد استنساخها بالهندسة الوراثية. وهذا الأمر جعلنا نتوقع ما كان سيحدث، وهو بداية توسع الكيان المحتل في عمليات عسكرية في عدة جبهات، وهدفها الرئيسي هو التقدم لتحقيق أرض الميعاد، بداية من استحواذ على أرض فلسطين كاملة، ثم التوسع شمالًا وجنوبًا لكي تكون إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
هذه المقدمة كان لابد أن نذكرها حتى يعلم الجميع أن الكيان المحتل لن يتوقف أبدًا بالمفاوضات، ولن يكون هناك سلام بيننا وبينهم أبدًا. ولحسن الحظ، وحتى يعلم الجميع أن الكيان المحتل لن توقفه إلا مواجهة عسكرية عربية.
فقد اختار الكيان المحتل الأمر الأصعب على المنطقة بأكملها، وهو اختيار الحرب دون رجوع. وقد رأينا الآن أنهم قاموا ببدء العملية البرية لاقتحام غزة بأكملها، والعمل على ترحيل أهلنا في غزة إلى الحدود مع مصر بوحشية كبيرة بعد أن قتلوا منهم الكثير عن طريق سلاح الجوع وعدم إيصال المساعدات لهم. وهذا الأمر كان بابًا لتهيئة الشعب الفلسطيني لدفعهم باتجاه الحدود المصرية.
ويجب أن يعلم الجميع بوجود خطة تم الاتفاق عليها مع أمريكا وبريطانيا، وهي خطة ما بعد غزة. وهذا الأمر ليس له عندي إلا تفسير واحد، وهو المواجهة مع مصر، وهذا الأمر أصبح ظاهرًا الآن.
فأنا من باب دوري التوعوي ودعم الدولة سأستمر في تجلية الأمر لكي يستفيق الجميع، حتى نتعامل بوعي وفهم كبير، خاصة في المرحلة القادمة، لأنها ستكون مرحلة حاسمة في تاريخ مصر.
مصر وضعت خطوطًا حمراء، ولكن للأسف الكيان المحتل يتخطاها الآن لكي يظهر لنا نواياه في الرغبة في المواجهة مع مصر. وأعتقد أن المرحلة القادمة سنجد تواجدًا مكثفًا للترسانة الحربية الأمريكية والبريطانية لكي يقدموا الدعم الكامل لتنفيذ المخطط الصهيوني.
اعلموا أن مصر هي حجر العثرة الآن لهم، وليس أمامهم إلا المواجهة العسكرية بعد أن فشلوا في تفجير الوضع الداخلي من أحداث فوضى وثورات ضد القيادة السياسية والجيش. فقد كان لهم خطة ممنهجة من حصار اقتصادي غير معلن وتوجيه الإعلام العالمي المغرض ضد الدولة المصرية، والذي ساعدهم فيه القنوات الإخوانية وأيضًا توجيه اللجان الإلكترونية على السوشيال ميديا بهدف واحد، وهو تفجير الوضع الداخلي لمصر. ولكن بفضل من الله فشلت جميع المحاولات في هذا الشأن. ومن أجل ذلك أقول ليس أمامهم إلا المواجهة العسكرية.
فنحن الآن ماضون للخيار العسكري الذي فُرض علينا، ولا نستبعده أبدًا في الأيام القادمة. فقد أصبح واجبًا علينا بعد الفهم والوعي أن نستعد للسيناريو القادم من خلال تكاتف الجبهة الداخلية ودعم القيادة السياسية والجيش بدور فعال ، و كلا في مكانه ؛ فلا تعتقدوا ابدا أن الصوت الواحد او الكلمة الداعمة على السوشيال ميديا هو امر سطحي ؛ و لكن إذا قمنا بدورنا جيدا حتى لو بكلمة ؛ استطيع ان اقول أن دعمنا سيكون له دور ايجابي للغاية ؛ حتى نتصدى جميعا قيادة و جيشا و شعبا لاخبث مخطط يتم تمريره الان.
فنحن جميعا جيش مصر الحقيقي فيجب أن نستعد للقادم.
حفظ الله مصر