بعد القوانين الجديدة التي سنها المغرب لحماية المهاجرات المغربيات بالخليج من المتاجرين بالبشر، نشر موقع "دوتشي فيله" الألماني، قضية المغربيات العائدات من دول الخليج، اللائي تلتصق بهن تهمة القيام بممارسة الدعارة هناك.
وتحكي شابة مغربية للموقع، 32 سنة، اعتقدت عام 2010 أن حلمها قد تحقق، عندما حصلت على فرصة الهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة للعمل هناك في أحد الفنادق. لكن بمجرد وصولها إلى دبي، اصطدمت بواقع آخر.
وتروي الفتاة أن الكفيل الإماراتي وعدها قبل السفر بالعمل في مطبخ الفندق، غير أنه سحب منها جواز سفرها، وأجبرها على ممارسة الدعارة. وقضت الشابة ستة أشهر هناك، وبعد استلامها لجواز سفرها، عادت للتو إلى مسقط رأسها بالدار البيضاء. شاع خبرها بين الجيران بعد عودتها من المهجر والحديث عن معاناتها، حيث تسكن أسرتها بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة الاقتصادية للمغرب.
ودفعت بها مضايقات أفراد العائلة للانعزال، وتقول: "وجدت فرصة عمل بمطعم، واخترت العيش بمفردي بعيدا عن الاضطهاد"، وتتذكر فاطمة بحزن شديد، كيف كانت علاقتها بأسرتها جيدة قبل سفرها إلى الخليج. أما الآن فقد تحولت حياتها إلى جحيم، بل إن عائلتها تفضل عدم ذكر اسمها في المناسبات.
والدة الفتاة تعاني هي الأخرى، حسب ذات المصدر، من أزمة نفسية بعد عودة ابنتها من الإمارات العربية المتحدة. وتوضح الأم أن أبناءها أرغموا أختهم على السكن بمفردها، وتحكي قائلة: « حاولت إقناع أشقائها أنها كانت ضحية للاتجار بالبشر، لكنهم أصروا على إبعادها من وسط الأسرة ». وتردف الأم بألم أن ابنتها غادرت الحي الذي ولدت فيه، بعيدا عن الأسرة والجيران، الذين باتوا يتفادون الحديث إليها.
وبحسب ما أكدته الأم للموقع، فإن ابنتها لم تعد تستطيع التواصل مع أشقائها، وحتى في المناسبات الدينية والعائلية يصعب عليها المشاركة في الأفراح والمسرات.
وتقول الوالدة إن تصرفات أبنائها مع أختهم العائدة من الإمارات العربية المتحدة، تسبب لها في مرض نفسي، حيث إنها تتردد على طبيبة نفسية للعلاج.
من جهتها تحكي الفتاة بحزن أن هذه المعاناة قلصت من فرص زواجها، حيث هناك شباب يرفض الزواج من المهاجرة التي اشتغلت بدول الخليج. واغرورقت عينا فاطمة بالدموع، وهي تتأمل مستقبلها الغامض في تأسيس أسرة أو إنجاب أطفال، وتردف أنها ما زالت تتذكر كيف تقدم شاب لخطبتها قبل سنة، وحينما اكتشف أنها قضت شهورا بدبي، عدل عن رغبته في الزواج، وظل يماطلها بادعاء رفض أمه لمساعدته في عقد القران بها.