المغاربة مثلهم مثل باقي الأجناس البشرية تميز كثير منهم بميزات نادرة واستثنائية، فبرعوا في مجالات العلم والاختراع والمعرفة والفلسفة والتصوف وغير ذلك، بين أيدنا الة مخترع فريد من نوعه، إنه بن شقرون صاحب الإبداع التقني الصناعي الدقيق والخطير في نوعه وماهيته. يبقى حدث موت المخترع المغربي عبد الله شقرون شديد الغموض لحد الآن ، حيث لم يتم أصلا فتح بحث في موضوع موته المفاجئ ، خاصة أن تميزه في مجالات علمية شديدة الحساسية قد لا ترفع فرضية تعرضه لتسمم مقصود و مباشر على يد مغرضين كانوا يترصدونه في كل تحركاته و سكناته .
و بطبيعة الحال ليس بالضرورة أن يكون الجناة مغاربة إلا على سبيل التنفيذ ، لأن كبريات الشركات العلمية العالمية في غالب الأحيان تعمد إلى تصفية كل مخترع لا يريد الاندماج في شركاتها و مختبراتها العملاقة ، كما هو الشأن بالنسبة لمخترعنا الكبير المرحوم عبد الله شقرون ، و كونه يعتز بوطنيته كان يرفض الالتحاق بالخارج رغم الإغراءات الكبيرة جدا التي عرضت عليه غير ما مرة .
لتطرح أسئلة ذات الصلة أيضا ، مفادها : كيف يمكن للدولة أن تغفل و أن تهمل مثل هذا المخترع غير المسبوق في إنجازاته ؟ بل لماذا لم يلتفت إليه بالمرة من طرف الجهات الرسمية ، لا على مستوى احتضانه و تشجيعه ، و لا على مستوى حماية حياته من الأخطار التي تتهدده و التي ظهرت إرهاصاتها بعد رفضه للإغراءات التي حاولت استدراجه للخارج من أجل استخراج ما لديه من علم و اختراع ؟؟؟ لماذا لم تعتني به الدولة و لماذا لم توفر له الحماية الكافية باعتباره شخصا غير عادي تماما ؟؟؟ ، أم أن هناك تواطؤا غير معلن بين شركات عملاقة تمتلكها رأسمالات لا تعترف بالأخلاق و لا بالمنافسة الشريفة ، على قاعدة كن معنا أو لا تكن .
إنه عبد الله شقرون التطواني المولد و التربية ، ازداد عام 1984 ، ولج عالم الاختراع قبل بلوغه سن ال15 ، و حقق في فترة وجيزة أزيد من 37 اختراعا ملموسا ، فضلا عن نظرياته المكتوبة في دفاتره الخاصة ، و الأخطر في الأمر أن جل اختراعاته ذات صبغة عسكرية خالصة .
يروي الكثيرون عنه أنه كان يرد على مسألة سفره إلى الخارج ” كل اختراعاتي تقريبا لها طابع عسكري متطور جدا ، و أنا أعلم أن دولنا العربية و الإسلامية يتم استهدافها في المقام الأول بالعمليات العسكرية المدمرة ، و أنا أخشى أن أكون قد ساهمت باختراعاتي في قتل المسلمين أو أي إنسان بريئ” ..
صنف المرحوم عبد الله شقرون كأصغر مخترع في العالمين العربي و الإسلامي ، و صنف ضمن القائمة العالمية للمخترعين ال30 الأوائل ، و يعتبر من المخترعين القلائل لمحركات السيارات و الطائرات و الآليات العسكرية ما بوأه درجة منافس قوي للمخترعين الموجودين في المختبرات و المخترعات الدولية ، كما يعتبر أول مخترع يقدم وصفة كاملة مجربة لمحرك يشتغل بالماء العادي بدلا من البنزين و غيره من السوائل باهضة الأسعار ، كما حقق اختراعات ناجحة على مستوى التجهيزات الطبية الدقيقة .
توفي المخترع عبد الله شقرون يوم الجمعة 6 نونبر 2015 بتطوان ، دون أن يكون قد أصابه مرض أو تعرض لعلل أو وعكات صحية معينة ، مما جعل كل الرأي العام يستنتج على أنه قد تعرض لعملية تسمم مقصودة دبرت له بحنكة كبيرة ، من قبل جهة لابد أن تكون ذات صلة بنفس الاختراعات التي توصل لها لأول مرة في التاريخ .
توفي رحمه الله و في قلبه “كثير من حتى” ، حيث كان يؤمن طيلة مشواره العلمي بأن يفرغ كل ما في جعبته في أدمغة الناشئة المغربية ، و أن يساهم في تطور بلده على جميع الأصعدة .