
عرف بصرامته وغموضه، وابتسامته التي لا تفارقه..إنه محمد المديوري الحارس الشخصي والعلبة السوداء للملك الراحل الحسن الثاني لحوالي 28 عاما.
ولد محمد المديوري بالمدينة الحمراء بمراكش، كان لاعبا في فريق الكوكب المراكشي، وتلقى تدريبا في صفوف الأمن الوطني حتى أصبح عميدا مركزيا لأمن الجديدة في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي، كما أن التكوين الذي تلقاه في الكاراتي والجيدو والرماية أهله ليشغل منصب مدير الأمن الخاص للراحل الحسن الثاني منذ بداية السبعينات، وذلك بعدما استغنى الحسن الثاني عن "بودريس سميرس" المكلف بالحراسة آنذاك.
كان المديوري الظل الذي لا يفارق الملك الراحل،إذ كان على علم بأسرار القصر، كما كانت له علاقة بشخصيات وازنة، وهو ما غير مجرى حياته ليتحول إلى أحد أهم الأثرياء في المغرب.
ساعدته الخدمات التي كان يقدمها للحسن الثاني في تضخيم ثروته عن طريق الإكراميات التي كانت تصله ، إذ أفادت العديد من المصادر أنه عرض نفسه للإصابة برصاصة كادت تصيب الحسن الثاني، كما حكى آخرون، أنه تذوق طعاما دس فيه السم لحماية الحسن الثاني، الذي تكفل بأمر علاجه بفرنسا.
الحارس الشخصي المتكتم والغامض، ظل بعيدا عن المساءلة بسبب العلاقة التي ربطته بشخصيات نافذة في عدد من الدول أهمها الولايات المتحدة الأمريكية.
أعفي المديوري من مهامه كمدير للأمن الخاص للملك محمد السادس في سنة 2000، ليرحل إلى فرنسا، حيث استقر هناك، وتفرغ لتسيير أعماله الشخصية، في حين لم يتوانى عن تقديم خدماته إلى أفراد العائلة الملكية كلما كانوا في الديار الفرنسية.
إنه الرجل الغامض كاتم أسرار الملك الراحل الحسن الثاني، والعلبة السوداء المستعصية على الفهم.