
بقلم/ محمد إبراهيم ربيع
كاتب ومحلل سياسي
تثير تصرفات ترامب ونتنياهو الشكوك والقلق، خاصة بعد إعلان سفر الوفد المفاوض الإسرائيلي والأمريكي إلى مصر، ولكن لم يجلسا للمفاوضات لمناقشة خطة ترامب لإيقاف إطلاق النار، بينما وصل وفد حماس إلى القاهرة منذ أمس للتفاوض في بعض النقاط التي اختلفت عليها.
أدى قبول حماس المفاجئ للخطة إلى قلب الموازين، وترك الأطراف الأخرى في حالة من عدم الاتزان. بدأت المناورات وتغيرت القرارات والتصريحات خاصة بعد خطاب معالي رئيس الجمهورية المصري بمناسبة انتصارات أكتوبر. ذكر الإعلام العبري أن خطاب الرئيس السيسي يعتبر خطابًا مفخخًا، حسب زعمهم، وأنه ذكر بنودًا توشك أن تفشل عملية السلام؛ لأنها موافقة لآراء حركة حماس.
هناك احتمالان رئيسيان لا ثالث لهما: الأول هو أن تكون مناورة لإيجاد رد فعل معين، والثاني هو نية غدر تجاه مصر. كما قام نتنياهو بتصريحات مثيرة للجدل تخص موقف الدولة الإسرائيلية في التعامل مع حرب أكتوبر؛ حيث ذكر أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قامت بتوجيه رسالة أن مصر تستعد للهجوم بسبب بعض التحركات، كما ذكر أن قيادات الدولة الإسرائيلية آنذاك لم تستجب لهذه التحذيرات الاستباقية. وهذه التصريحات تثير القلق بشأن نوايا الكيان المحتل فيما هو قادم تجاه سيناء.
كما أن هذه التصريحات تعد تهديدات للدولة المصرية مستقبلاً. ولكن يعتقد المحللون السياسيون أنها رسالة غير حقيقية، وهي الإشارة بضربة استباقية ضد مصر أو استهداف قادة حماس داخل مصر.
ولكن يتبقى احتمال و هو أن يتم تنفيذ هذه التهديدات خاصة إذا تعقدت المفاوضات. فإذا حدثت أفعال تتوافق مع التصريحات أو أي عملية يكون سببها اغتيال لأي فرد يتبع حركة حماس على الأراضي المصرية، فإن هذا الأمر سيكون اعتداءً مباشراً على مصر وأمنها القومي.
قبول حماس للخطة عقد الأمور على الأطراف الأخرى، ومن المتوقع أن نشهد مناورات استراتيجية وحربًا إعلامية مستمرة. وتبقى مصر في أهبة الاستعداد القتالي، وأنا واثق تمام الثقة في قدرات الجهاز المخابراتي المصري.
يبقى السؤال: هل يفكر الكيان المحتل في ضربة عسكرية استباقية ضد مصر؟
نحن لسنا دعاة قتال، ولكن إن فرض علينا فنحن أهل له.
نسأل الله أن يحفظ مصر.