اعتبر المصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن من أسوأ ما يمكن أن يواجه حزب "المصباح" خلال المرحلة الحالية، خاصة وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر منها الحزب، هي أن يتحول النقاش داخل صفوفه من نقاش حول الأفكار والرؤى والبرامج والمشاريع، إلى الصراع حول الأشخاص.
وحذر الرميد، الذي حل مساء أمس الأربعاء ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني، من خطورة الانسياق وراء هذا التوجه، الذي من شأنه المس بمسار العدالة والتنمية، وإشاعة أجواء الفرقة داخل الحزب التي تخدم خصومه، نافيا في السياق ذاته، صحة الكثير من المغالطات التي يتم الترويج لها على شبكة مواقع التواصل الاجتماعي، وما يتردد أحيانا في بعض وسائل الإعلام، حيث يتم التهويل من التفاعل والنقاش الذي يقع داخل مؤسسات العدالة و التنمية.
واعتبر القيادي بحزب "المصباح"، أنه من الطبيعي أن يقع اختلاف داخل حزب العدالة والتنمية وفي وجهات النظر، بخصوص التقدير السياسي لما بعد لحظة إعفاء ابن كيران وتشكيل الحكومة الجديدة بقيادة العثماني، لأنه ليس حزبا أجوف، مضيفا أنه من العادي جدا أن تكون أصوات تطالب بتعديل قوانين الحزب بهدف فسح المجال أمام ولاية ثالثة لابن كيران على رأس الحزب، في مقابل رفض أصوات أخرى لهذا الطرح.
من جهة أخرى، سجل الرميد، نجاح أشغال الدورة الأخيرة للبرلمان العدالة والتنمية، مبرزا أن كلمة الأمين العام عبد الإله ابن كيران ، كانت تاريخية ووضعت النقط على الحروف على حد وصفه، حيث قدمت تقييما شاملا للمرحلة ودعت إلى تجاوز كل ما ترتب عن ذلك من تداعيات.
وفي السياق ذاته، أثنى الرميد كثيرا على عبد الإله ابن كيران، معتبرا أنه ليس إنسانا عاديا، واصفا إياه بالشخصية المتفردة والمتميزة التي طبعت مسار الحركة الإسلامية بمواقف مشرفة على مدى ثلاث عقود من الزمن، وسجل أن أمين عام حزب "المصباح" ترك بصمات مميزة على صعيد العمل الحكومي، وعلى مستوى المشهد السياسي ولم يقتصر تأثيره فقط على ذلك، وإنما امتد الى عموم المغاربة لما له من تميز وقدرة تواصلية رهيبة، إلى جانب الخصال الحميدة التي يتمتع بها.