
“غزة في قبضة المساهمين: ترامب رئيسًا، نتنياهو مديرًا، والخونة شركاء” …
من صفقة القرن إلى صفعة التاريخ: غزة بين أنياب الاحتلال والتطبيع”
في زمنٍ تحوّلت فيه القضايا المصيرية إلى صفقات، وغزة إلى بند في ميزانية الاحتلال، لم يعد الصمت خيارًا. فـ”شركة الهيمنة” لا تكتفي بسرقة الأرض، بل تسعى لطمس الذاكرة، وتدوير التاريخ وفق مصالحها. وبينما يتبادل أعضاء مجلس إدارتها الأدوار، يبقى الشعب الفلسطيني هو الضحية الدائمة، يدفع ثمنًا باهظًا من دمه وكرامته.
لكن التاريخ لا يُسرق، والهوية لا تُشطب، والمقاومة ليست بندًا قابلًا للإلغاء. فغزة، رغم الحصار والنار، تكتب روايتها الخاصة، بحبر الصمود ودماء الشهداء. ومن يظن أن فلسطين تُباع في مزاد سياسي، فليقرأ جيدًا في وجوه أطفالها: هناك وطن لا يُقهر، وهناك شعب لا يُهزم.
و في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها غزة، تتكشف ملامح تحالفات سياسية واقتصادية تتجاوز حدود الجغرافيا، لتشكل ما يشبه “شركة متعددة الجنسيات” هدفها السيطرة على الأرض والتاريخ والقرار الفلسطيني. هذه الشركة، وإن كانت غير رسمية، إلا أن أدوار أعضائها تتوزع بوضوح بين التخطيط، التنفيذ، والمراقبة.
= مجلس الإدارة الرمزي
الرئيس التنفيذي: دونالد ترامب صاحب “صفقة القرن”، التي اعتبرها كثيرون محاولة لتصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء السلام الاقتصادي.
نائب الرئيس: بنيامين نتنياهو أحد أبرز مهندسي السياسات الإسرائيلية تجاه غزة، والتي اتسمت بالعنف والحصار والتوسع الاستيطاني.
المراقب العام: توني بلير الذي لعب دورًا في إعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني عبر بوابة “اللجنة الرباعية”، وسط انتقادات لدوره في تعزيز الانقسام.
= الأعضاء المشاركون
أنظمة عربية متحالفة يرى البعض أن بعض الحكومات العربية ساهمت في تمرير مشاريع التطبيع والتغاضي عن الانتهاكات، ما جعلها شريكة ضمنيًا في هذه “الشركة”.
= أهداف الشركة
نهب الموارد: من الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة إلى التحكم في المعابر والمساعدات.
طمس الهوية: عبر محاولات إعادة كتابة التاريخ الفلسطيني وتهميش الرواية الأصلية.
إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية: بما يخدم مصالح القوى الكبرى على حساب الحقوق الفلسطينية.
= ادوات التنفيذ: من الحصار إلى إعادة الإعمار المشروطة
تستخدم “شركة الهيمنة” أدوات متعددة للضغط على غزة، تتراوح بين الحصار الاقتصادي، والهجمات العسكرية، وصولًا إلى التحكم في مشاريع الإعمار. كل أداة تُستخدم بطريقة مدروسة لضمان استمرار السيطرة دون تحمل المسؤولية القانونية أو الأخلاقية.
الحصار: يُفرض تحت ذرائع أمنية، لكنه يؤدي إلى شلل اقتصادي واجتماعي، ويحول الحياة اليومية إلى معركة بقاء.
المساعدات المشروطة: تُقدم عبر قنوات دولية، لكنها غالبًا ما تُستخدم كورقة ضغط سياسي، تُمنح أو تُمنع حسب المواقف.
الإعلام الموجه: يُستخدم لتشويه صورة المقاومة، وتبرير الانتهاكات، وتقديم الرواية الرسمية كحقيقة مطلقة.
= سرقة التاريخ: من التوراة إلى خرائط غوغل
من أخطر ما تقوم به هذه “الشركة” هو محاولة إعادة كتابة التاريخ الفلسطيني، عبر:
تهويد الأماكن المقدسة: وتقديمها كجزء من “التراث اليهودي” حصريًا.
طمس الرواية الفلسطينية: عبر منع التعليم الوطني، وملاحقة الرموز الثقافية.
إعادة رسم الخرائط: بحيث تُمحى أسماء القرى والمدن الفلسطينية، وتُستبدل بتسميات عبرية أو محايدة.
= دور “مجموعة الخونة العربية المشتركة”
في هذا السيناريو، لا تكتمل الصورة دون الإشارة إلى بعض الأنظمة العربية التي اختارت التطبيع أو الصمت، مما جعلها شركاء غير مباشرين في المشروع:
التطبيع السياسي: الذي يُقدم كخطوة نحو السلام، لكنه يُستخدم لتبرير التوسع الإسرائيلي.
التواطؤ الاقتصادي: عبر صفقات تجارية واستثمارات تُغض الطرف عن الانتهاكات.
الصمت الإعلامي: الذي يُسهم في تغييب القضية عن الرأي العام العربي.